الدليل الصحي والنفسي اليومي للنساء العاملات

هذا المقال التحليلي يقدّم دليلًا متكاملًا يوازن بين الجوانب الجسدية والنفسية في روتين المرأة العاملة، لضمان استمرارية العطاء دون احتراق أو إنهاك.

الدليل الصحي والنفسي للمرأة العاملة
الدليل الصحي والنفسي للمرأة العاملة
 

 في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة، تواجه المرأة العاملة كثير من الضغوط  في ييئة العمل ، تبدأ من العمل وتنتهي بواجبات المنزل ورعاية الأسرة ، ومع هذه الضغوط تتراجع  الصحة العقلية  لثلث الإمهات ، ويصعب عليهن الحفاظ على معدلات ثباتهم الإنفعالي .

في هذا المقال  أقدم لكي سيدتي  دليلًا متكاملًا يوازن بين الجوانب الجسدية والنفسية في روتين المرأة العاملةللقيام  بمهام  العمل ، والأسرة ، دون إنهاك أو شعور بالإرهاق الجسدي والنفسي ، لكن هنا سوف نذكر الخطوط العامة لهذا الروتين ، وعلى القارئة أن تنظم دقائق الروتين حسب ما يتلائم معها .




أولًا: الصباح... مفتاح الاتزان النفسي والجسدي



يبدأ االيوم الصحي  المستقر ببداية صحيحة ؛  سواء من ناحية التغذية الملائمة للمرحلة العمرية ، أو  الاستيقاظ في موعد باكر عن العمل لترتيب الأولويات .

 لذلك سيدتي؛ من المهم الاستيقاظ قبل موعد العمل بساعة تتيح  مساحة للاهتمام بالنفس بدلًا من الركض المتوتر.

 في خلال هذه الساعة اتبعِ خطوات مهمة مثل :

  •        شرب كوب ماء دافئ مع قطرات ليمون لتنشيط الجسم.
  •        استغلي دقائق من التمدد أو التأمل لتصفية الذهن.
  •         تحضير فطور متوازن غني بالبروتينات والألياف.

هذه الخطوات الصباحية ليست رفاهية ، بل إنها  ضرورة نفسية تؤثر في أداء اليوم بالكامل.

ملحوظة هامة :

 من عوامل عدم توازن الجهاز العصبي في النهار هو النظر في الهاتف فور الاستيقاظ ، لأن الضوضاء الرقمية تسبب إرهاق للجهاز العصبي ، عليكِ التخلي عن النظر في الهاتف عند الاستيقاظ يمكننا الاطلاع بعد الاستيقاظ بساعة على الهاتف .


 ثانيًا: أثناء العمل... التوازن بين الإنتاجية والراحة

بيئات العمل الحديثة تقيم الموظف بالإنتاج ، وهو ما يكون عبئا شديد على المرأة العاملة ، ويضعها تحت ضغط مستمر وقلق . تجاهل الإشارات النفسية يؤدي إلى احتراق وظيفي يصعب تعويضه لاحقًا لذلك أقدم لكِ خطوات أثناء العمل تخفف من عبأ هذا القلق وهي : 

  •      خذي فواصل قصيرة كل 60–90 دقيقة لتحفيز التركيز.
  •      تنفّسي بعمق وارفعي عينيك عن الشاشة.
  •       تواصلي بشكل صحي مع زملاء داعمين، وتجنّبي البيئات السلبية أو المقارنات.
  •      احرصي على التعامل مع العمل في حدوده الطبيعية ، وأقصد هنا البعد عن شخصنة النقد ، وشخصنة مشكلات العمل .
  •      تعلمِ من الأخرين ، وتعلمِ من اخطائك ، واحرصِ على تطوير مستواكِ ومهاراتك في العمل 

ثالثا:  أثناء العمل... التوازن بين الإنتاجية والراحة

أثناء العمل... التوازن بين الإنتاجية والراحة

  أثناء العمل... التوازن بين الإنتاجية والراحة




 الوجبات السريعة أو مشروبات غنية بالكافيين تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في الطاقة، يليه هبوط حاد في التركيز. 

الأفضل هو تناول:

  •             وجبات خفيفة مثل مكسرات غير مملحة، زبادي، فواكه موسمية.
  •              شرب الماء بانتظام، مع تقليل المشروبات المحلاة.
  •            تجنب الأطعمة الثقيلة خلال الدوام لتفادي الخمول.
  •       المرأة العاملة تحتاج طاقة مستدامة، لا مؤقتة. التغذية الذكية تُغذي التركيز وتحسّن الحالة المزاجية، عكس السكريات السريعة.

 رابعًا: بعد العودة من العمل... مساحة للراحة الذهنية

بمجرد انتهائك من العمل والخروج احرصي على القاء كل ما يتعلق بالعمل قبل باب الخروج، لا تقلقين غدًا هناك يوم عامل ينتظرك بكل ما فيه .

عليك الذهاب للمنزل والاستمتاع بمشوار العودة ، الضحك واللعب ، حتى تعودين إلى المنزل بنفسيئة مستقرة تستطعين من خلالها مواجهة ما ينتظرك ، من شغب الأطفال ، وطلبات الزوج ، ورعاية المنزل ، لذلك عند وصولك إلى المنزل يجب عليكِ:

  •        الاستحمام، رياضة خفيفة، أو قراءة 10 دقائق يقطع حلقة التوتر.
  •         الابتعاد عن الأجهزة أو تصفّح العمل مساءً يعزز الراحة العصبية.
  •        التفريغ اليومي عبر الكتابة أو الحديث مع شخص مقرّب يساهم في التوازن العاطفي.

خامسًا: النوم... أساس الصحة النفسية والجسدية

قلة النوم تزيد من هرمونات التوتر، وتؤثر على المناعة، الذاكرة، والمزاج. النوم الجيد لا يعني فقط عدد الساعات، بل جودة التهيئة له.

1)   التوقف عن الكافيين قبل 6 ساعات من النوم.

2)   تجنّب الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.

3)   خلق روتين ليلي ثابت يساعد العقل على الاسترخاء، كقراءة أو استنشاق روائح مهدئة كاللافندر.


                     المرأة العاملة تستحق أن تهتم بذاتها كما تهتم بعملها

ليس النجاح المهني على حساب النفس، بل بالتناغم معها. روتين صحي ونفسي متوازن هو ما يمنح المرأة العاملة القدرة على الاستمرار والعطاء من دون أن تذوب في محطات الطريق.

دلّلي ذاتك، وامنحيها ما تستحق. فكل نجاح يبدأ من الداخل.

عن المؤلف

بلقيس.
مرحبًا بكِ في مساحتكِ الخاصة �� في زحمة الحياة اليومية، نحتاج أحيانًا إلى زاوية نلجأ إليها، نكتب فيها، نشارك، ونستلهم. هذه المدونة خُلقت لتكون لكِ... لكل امرأة تبحث عن الإلهام، عن الدعم، عن لحظات من الراحة والتجدد. سواء كنتِ تهتمين بالجمال، بالصحة…

إرسال تعليق